معاً لحياة أكثر صحة

داء الكلب / السعار / Rabies

داء الكلب / السعار / Rabies

السعار / داء الكلب (الكَلَب بفتح اللام)  Rabies هو مرض فيروسي معدي يصيب الثديات وخاصة الكلاب والثعالب والخفافيش ينتقل إلى الإنسان

تمهيد: داء الكلب المرض المميت

داء الكَلَب هو مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار. وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة إلى أخرى، من الكلاب إلى الإنسان مثلاً وينتقل غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب.

عندما تظهر الأعراض فإن علاج هذا المرض يكون غير وارد حيث يقتل هذا المرض حوالي 55000 مصاب بالسنة وحتى الآن فإن عدد الناجين بعد ظهور الأعراض لا يتعدى بضعة أشخاص فقط وفقط تدابير علاجية تجريبية سوف نورد لمحة عنها في هذا لمقال

لذا يتوجب على الإنسان المسارعة إلى أخذ اللقاح بمجرد الاشتباه بانتقال المرض إليه مثلا في حال تعرض لعضة كلب وفي هذه الحالة ينجو المصاب حتى وإن كان الحيوان مصاب بالكلب أو السعار

ينتقل فيروس داء الكلب إلى الدماغ عبر الأعصاب المحيطية، وغالباً ما تستغرق فترة حضانة المرض عدة أشهر حسب مسافة وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي. تبدأ الأعراض بالظهور بمجرد وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي ولا يمكن معالجة العدوى ويؤدي غالباً إلى الوفاة خلال بضعة أيام.

مسبب المرض Etiology

فيروس يتبع لعائلة رابيدو فريدي (Rhabdo Viridae) جنس ليسا فيرس (Lyssa Virus)

طرق نقل العدوى في داء الكلب Routes of Transmission

عن طريق وصول الفيروس الموجود في لعاب الحيوان إلى داخل الجسم وهذا يتم عن طريق

  1. وصول لعاب الحيوان إلى ملتحمة العين.
  2. الجروح الناتجة من العض والعقر من الحيوان المصاب.

والطريقة الثانية هي الأهم في الانتشار.

أعراض المرض Clinical Signs

تمتد فترة الحضانة على حسب مكان دخول الفيروس فيتراوح ما بين (60) يوم إذا كان اتجرح في أسفل الوجل أو (3 – 8) أيام في حالة العض في الرقية أو الرأس. أما أعرض المرض فهي

  1. تغير مفاجئ في طبيعة سلوك الحيوان إضافة إلى النياح بالنسية للكلاب.
  2. اختباء الحيوان في الأماكن المظلمة.
  3. الميل إلى العض وقضم أي شيء يصادفه ويبتلع الأشياء الغريبة.
  4. الخوف من الماء (رهاب الماء). وهذا العرض أكثر انتشاراً في الإنسان.
  5. في نهاية المرض تصاب الحيوانات بالتقلصات العضلية والشلل ثم الموت.

أنواع مرض السعار / داء الكلب

ينقسم السعار إلى نوعين:

1 – السعار الهائج

ويتميز الحيوان بالهيجان والهجوم والعض حتى يصاب بالشلل وبوت.

2 — السعار الصامت.

ويتميز بشلل الفك ونزول اللعاب ويفضل الحيوان الهدوء والاختباء.

أعراض مرض السعار في الإنسان

تعتمد سرعة ظهور أعراض المرض على الإنسان على عدة عوامل لعل من أهمها:

  1. عمر الإنسان: تكون أسرع في الأطفال.
  2. مكان العقر.
  3. كمية الفيروس في مكان العقر.
  4. درجة التهتك في الأنسجة والأعصاب مكان العقر.
  5. قرب مكان العقر من الجهاز. العصص المركزي.
  6. ثراء منطقة العقر بالجذور العصبية.

وأهم الأعراض هي:

  1. الصداع.
  2. حمى وإحساس بالأس.
  3. حكة في مكان العقر.
  4. جفاف اسق وعطش ولكنه لا يشرب لعدم قدرته على البلع ويطلق عليه رهاب الماء Hydro phobia.
  5. الهياج العصبي.

ملاحظة:
نسبة الوفيات للأشخاص المصابين بالسعار (بعد ظهور الأعراض) تصل إلى 100.

برنامج مكافحة السعار في الكلاب والحيوانات الأخرى:

  • التخلص من الكلاب والقطط الضالة بواسطة سلطات الصحة البيطرية.
  • عدم تربية الكلاب في المنزل في الدول التي لا تتبع برنامج صارم لمراقبة الأمرض البيطرية
  • تسجيل كل الكلاب وترخصيها.
  • تحصين الكلاب باللقاح الواقي ضد مرض السعار.
  • يمنع استيراد الكلاب من البلاد الموبوءة.
  • عند دخول الكلاب للبلد بجب تحصينها وحجزها لمدة 45 يوم على الأقل بعد التحصين.

الوقاية Prophylaxis

التحصين للإنسان والحيوان.
أول من بدأ بمحالة التخلص من مرض الكلب كان العالم الفرنسي لويس باستور. وقد استخلص اللقاح من الأرانب المصابة بالفيروس، وذلك بإضعاف الفيروس في الأنسجة العصبية ليجف من خمس إلى 10 أيام وما زالت هذه اللقاحات لتستخدم في بعض الدول كونها أرخص من الطرق الحديثة

تعتمد الطرق الحديثة على زراعه الخلايا المنتجة للقاح. وتوجد العديد من الأنواع المختلفة من اللقاح بهذا المرض حالياً

انخفض عدد حالات الوفاة المسجلّة التي سببها داء الكلب في الولايات المتحدة منذ انتشار تلقيح الكلاب والقطط المنزلية وتطور اللقاحات البشرية الفعّالة والعلاج بالغلوبولين المناعي، من 100 حالة أو أكثر سنوياً في بدايات القرن العشرين إلى حالة أو حالتين سنوياً، مع ملاحظة وجد 55000 إصابة سنويا في جميع دول العالم

الطريقة التي أسهمت في خفض الإصابات في الدول المتقدمة هي

  • تطعيم الكلاب والقطط والأرانب ضد داء الكلب.
  • ابقاء الحيوانات الأليفة تحت الاشراف.
  • عدم لمس الحيوانات البرية أو الضالّة.
  • الاتصال بضابط مراقبة الحيوانات عن مشاهدة حيوان برّي أو ضال، وخاصة إذا كان الحيوان يتصرف بغرابة.

التصرف في حال التعرض لعضة حيوان

إذا عضك حيوان اغسل الجرح بالماء والصابون لمدة 10 – 15 دقائق ثم اتصل بمزوّد الرعاية الصحية لتحديد مدى حاجتك لتلقي العلاج

ينجح العلاج بعد التعرض بدرجة كبيرة في منع المرض إذا تمت معالجته فورا بعد التعرض للعض

كما نود التذكير بغسل المكان المصاب في أسرع وقت ممكن بالصابون والماء تقريبا لخمسة دقائق فذلك يؤثر تماما في تقليل عدد جسيمات الفيروس.

إذا توفر مطهر قاتل للفيروسات مثل محلول البوفيدين أو صبغة اليود أو محلول اليود المائي أو الكحول (الايثانول) يجب ان توضع بعد الغسل. كما يجب أن تُشطف بالماء جيدا الاغشية المخاطية التي تغرضت للفيروس مثل العين والانف أو الفم.

اللقاحات الحديثة ذات الأساس الخلوي تشبه لقاح الأنفلونزا من حيث الألم والآثار الجانبية. التطعيمات القديمة والقائمة على النسيج العصبي والتي تتطلب عدة حقن مؤلمة في البطن بإبر كبيرة تكون رخيصة، ولكن يجري التخلص منها والاستعاضة عنها بنظم التطعيم تحت الجلد لكن كلفة العلاج تكون أكبر بكثير.

الخفافيش و داء الكلب

عند وجود خفاش في الحجرة أو العثور على خفاش في حجرة فيها طفل غير مراقب أو عاجز دماغياً أو شخص مصاب بالتسمم يُعَد مؤشراً كافياً للتوجه لأخذ اللقاح المناسب

طرق تجريبية لعلاج داء الكلب / السعار: الغيبوبة المُسَببة

في عام 2004م، نجت المراهقة الأمريكية جيانا جيزي من عدوى داء الكلب من دون تطعيم. حيث وضعت في حالة غيبوبة مُسَببة عند بداية ظهور الأعراض وأعطيت الكيتامين، ميدازولام، ريبافيربن، وآمانتادين. أعطيت هذا العلاج اعتماداً على فرضية الآثار الضارة لداء الكلب التي تنتج عن اختلال وظيفي مؤقت في الدماغ،

لذا يمكن تفاديها عن طريق التسبب بتوقف جزئي في وظائف الدماغ، مما سيقوم بحماية الدماغ من التلف، مع إعطاء الجهاز المناعي الوقت الكافي للقضاء على الفيروس.

بعد 76 يوماً من العزل الصحي و 31 يوماً من التنويم في المستشفى، خرجت جيزي من المستشفى. نجت جيزي تقريباً من دون آثار دائمة، واعتبارا من عام 2009م٫ كانت قد بدأت في السنة الثالثة من دراستها الجامعية. .

أصبح النظام العلاجي الذي اتبع في حالة جييز Giese معروفا باسم بروتوكول ميلوواكي (Milwaukee protocol) وقد أجريت له تعديلات (مراجعات) عدة من ذلك الحين، من ضمنها النسخة الثانية من النظام العلاجي والتي لم يستخدم فيها الريبافيرين (Ribavirin). نجا اثنان من أصل 25 مريضا تم علاجهم بطريقة البروتوكول الأول. تم علاج 10 مرضى آخرين بطريقة «البروتوكول المعدل» الثانية ما أسفر عن نجاة وشفاء مريضين فقط

المراجع

مقالات ننصح بقراءتها

معلومات عن الحمى القلاعية

totop